ان الاتجاهات الحديثة في تقنيات التعلم والتعليم الالكتروني تتجه الى التعليم المصغر او (Micro- Learning) ويرتكز التعليم المصغر على تصميم نشاطات تعليمية مصغرة من خلال خطوات تعليمية مصغرة في بيئة إعلامية رقمية لتكون واقع وجزء يومي في حياة المتعلمين. وتتلخص تقنية التعليم المصغر على النشاط المصغر والمجزأ حيث تقدم دروس ومشاريع واعمال خاصة بالمنهج بمدة زمنية قصيرة مصممة لتعطي المتعلم جزئيات تفاعلية من المادة العلمية و افضل استراتيجية يمكن استخدامها عندما يكون المتعلم بحاجة فعلية للمعلومة او عندما يكون في حالة استعدادية كاملة لتلقي المعلومة (Sánchez, Sicilia, & García-Barriocanal, 2006) . إن اهم ما يميز هذا النوع من النشاطات على خلاف الانشطة التقليدية انها من الممكن دمجها في نشاطات المتعلم وروتين حياته اليومي من خلال تفعيل تقنية (Push ) والتي إضافة الى انها تجعل المتعلم قريب بشكل دائم من المحتوى التعليمي الا انها تقلل من العبء التفكيري لدى الطالب او ما يسمى بال ((Cognitive Load على المتعلمين لذلك يعتبر اختيار عناصر هذا النوع من الانشطة المصغرة بالإضافة الى عاملي التوقيت والتزامن ذا أهمية بالغة في التصميم التعليمي الحديث (Mandelli, 2014). ان تقنية التعليم المصغر تعتبر نقلة تعليمية نوعية وتحول كبير في مجال التعليم الالكتروني حيث انها تجنب الحاجة الى جلسات تعليمية منفصلة لأن العملية التعليمية تعتبر مدمجة في الروتين اليومي للمستخدم من الطرف الاخر وكذلك تتوافق وتتناسب بفعالية كبيرة مع ظاهرة انتشار الاجهزة الذكية المتنقلة والتي لا يمكن ان تستوعب المحاضرات المطولة والمفصلة.
ان من مزايا تقنية التعليم المصغر انها تساعد على تلقي المتعلم المعلومة بشكل جزئيات وذلك يساعد على استيعاب المعلومات بفعالية أكبر. كذلك تعتبر مثالية للذين لا يجدون وقت للالتزام أو تمضية وقت كبير بمقررات تعليمية مطولة وتساعد علي تلقي المعلومة بشكل يتوافق مع نمط سرعة التعلم لدى الطالب وتجنبه عبء تلقي معلومات كبيرة في وقت واحد (Gassler, Hug , & Glahn, 2010). كذلك فان طريقة التعليم بتقنية التعلم المصغر تنفذ بطريقة تسمح بمتابعة التعلم بجميع الأحوال المكانية والزمانية كالانتظار بالزحمة المرورية أو اثناء انتظار التاكسي او انتظار وجبة في المطعم . ان تقنية التعليم المصغر تساعد على دعم استقلالية المتعلم وحصوله على تحديثات مستمرة للمحتوى التعليمي وتدعم كذلك القيام بأعمال تعليمية أخرى بنفس الوقت او ما يسمى بال Multitasking. ان من اشكال تقنيات التعليم المصغر الإيميلات الرسائل القصيرة الالكترونية الفيديوات والوسائط المتعددة القصيرة وحتى انها تشمل محادثات قصيرة chats حول المنهج. كذلك من ضمن مميزات هذه التقنية انها تعطي المتعلم مبادئ أولية لبناء المعلومة وذلك ليتمكن من تحقيق أهدافه التعليمية وتوسيع قاعدة معلوماته العامة( Job & Ogalo 2012). لذلك فان لتعدد مزايا تقنية التعلم المصغر أهمية كبيرة بتفعيل أسلوب التعلم الرقمي المستمر والمتزامن مع الفرد بكل جوانب الحياة وبغض النظر عن الزمان والمكان او ارتباطات الفرد المختلفة. ان من شأن دمج هذه التقنية بمناهج وطرق التعليم الالكتروني لطلبة الجامعات هو زيادة الدافعية لدى المتعلم والتحسين من مدى اقباله على المادة والمحتوى التعليمي. ويمكن دمج تقنية التعليم المصغر لتدعم أنظمة إدارة التعلم الإلكترونية القائمة (LMS) التي تستخدمها الجامعات السعودية او من الممكن تصميمها ودمجها كأنشطة مستقلة داعمة للمحتوى التعليمي المتوفر من خلال أنظمة ال (LMS). لذلك فإن لتفعيل ومتابعة تطبيق هذا النوع من التعليم يتماشى مع خطط ومبادرات وزارة التعليم للعام 2030 بالتحول الى التعلم الرقمي حيث انه يعتبر من السهل تفعيل هذا النوع من التقنية اذا اخذنا بالاعتبار التوجه المجتمعي المتزايد نحو الاجهزة الذكية وكذلك تزايد انتشار الأجهزة الكفية وتطبيقاتها المختلفة والذي من شأنه ان يدعم تفعيل عملية التحول الى التعلم الرقمي الذي يتماشى مع توجهات وخطط الوزارة للتحول الوطني.