عند اعلان خطة التحول الوطني 2020 شاركت وزارة التعليم بإعلان ثمانية اهداف استراتيجية كان في مقدمتها" اتاحة خدمات التعليم لكافة شرائح الطلاب" و"ترسيخ القيم الايجابية وبناء شخصية مستقلة لأبناء الوطن وتزويد المواطنين بالمعارف والمهارات اللازمة لموائمة احتياجات سوق العمل المستقبلية". و كان من ضمن الأهداف الاستراتيجية كذلك "تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار " و " تطوير المناهج وأساليب التعليم" و" تعزيز القيم والمهارات الأساسية للطلبة" ،التي ترتبط بهدف الرؤية 2030 " ( وثيقة التحول الوطني 2020، ص، 62). ولمواكبة تلك الأهداف أطلقت وزارة التعليم عدة مبادرات لأداء الدور المناط بها لتحقيق اهداف الرؤية حيث تقدمت وزارة التعليم بعدة مبادرات تطويرية تتوافق وخطة المملكة للتحول الوطني والتي كان من أبرزها مبادرة "التحول نحو التعليم الرقمي لدعم تقدم الطالب والمعلم" كذلك تم طرح مبادرة "تحويل التعليم الى عملية تتمحور حول المتعلم لتنمية قدراته لمواجهة تحديات الحياة" ومبادرة العمل على "تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار" ( وثيقة التحول الوطني 2020، ص، 104-105).
يعتبر التعليم الالكتروني أو الرقمي أسلوباً حديثاً من أساليب التعليم توظف فيه التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وبأقل جهد لتحقيق أكبر فائدة ويعد من أسرع النظم التعليمية تغيراً وتطوراً، حيث كان التعليم وحتى العام 2000 يتم في فصول تتطلب الوجود المكاني للطلاب مع معلمهم الذي يسير العملية التعليمية وذلك الوجود المكاني للمعلم مع طلابه يعتبر شرط ومتطلب لا جدال فيه ولم يكن يعتد بأي طريقة تدريسية أخرى بذلك الوقت. ومنذ دخولنا عالم الانترنت أصبح كل ذلك من الماضي حيث ان وتيرة التعلم الالكتروني المتسارعة أصبحت تفرض نفسها على المجتمعات كصناعة معرفية سريعة النمو والتطور. وبوجود حلول تعليم الكترونية اقتصادية مع وفرة الحواسيب والانترنت أصبح كل ما نحتاج اليه هو أداة تعليمية تقنية يصاحبها استراتيجيات تعليمية حديثة تسهل التعليم افتراضياً في أي وقت ومن أي مكان. وكما هو معروف فإننا في عالم مليء بأنظمة إدارة التعلم Learning Management Systems أو ما يختصر ب( (LMS والتي تستخدمها كثير من الجامعات والمؤسسات التدريبية حول العالم والتي تسهل إيصال المحتوى التعليمي وتقييمه الكترونياً مما وفر حلول تعليمية سهله وميسرة تسهل على المتعلم الالتحاق بفعالية بالتعليم بغض النظر عن أي معوقات أو تعقيدات أخرى محتملة مثل أسلوب الحياة أو ارتباطات العمل أو الوظيفة. ان من ضمن فوائد التعلم الالكتروني انه أسلوب تعلم لا حدود ولا قيود له فالتعليم الالكتروني يتخطى حدود الزمان والمكان حيث يعتبر وسيلة تعليمية تسهل عملية التعلم دون بذل أي مجهود يتعلق بتنظيم اين ومتى يتم اجتماع المستفيدين من المادة التعليمية. كذلك يعتبر التعليم الالكتروني أسلوب تعلم ممتع يساعد على تعلق المتعلم بالمادة العلمية ويوفر محتوى تعليمي يمكّن المتعلمين من الاستفادة منه مستقبلاً لمدة أطول. كذلك يعتبر التعليم الإلكتروني اقتصادي أكثر من التقليدي حيث نرى ان كثير من الجامعات حول العالم قد تبنت التعليم الإلكتروني لتوصيل المحتوى التعليمي للطلاب وبشكل مجاني. وتواجه الجامعات في كثير من دول العالم ضغط متزايد لدمج التكنولوجيا في التعليم للوصول الى منتج يعززّ من مكانة المؤسسة التعليمية. كذلك هناك سعي متواصل لتبني وتطبيق أحدث الاستراتيجيات التي من الممكن ان تفعّل من أسلوب التعليم والتعلم الإلكتروني.
إن من ضمن هذه الاستراتيجيات المقترحة والمتوافقة مع توجهات التعليم الالكتروني المستقبلية والتي تستهدف المساهمة بتحقيق بعض مبادرات وزارة التعليم للتحول الوطني هي استراتيجيات وأفكار عملية لدمج تقنية التعليم الرقمي المصغر Micro-Learning في نظم إدارة التعلم الالكتروني كتقنية تدعم مبادرة الوزارة للتحول الى التعليم الرقمي و كذلك تفعيل أسلوب التعلم الرقمي المتمركز حول الفرد (Online Personalized Learning)كاستراتيجية تدعم مبادرة الوزارة لتحويل التعليم الى عملية تتمحور حول المتعلمين لتنمية قدراتهم لمواجهة تحديات الحياة و أخيراً استراتيجيات وأفكار عملية لدمج أسلوب التعلم التلعيبي (Gamification)كاستراتيجية تدعم مبادرة الوزارة لتحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار.